الأحد، 27 فبراير 2011

كلامك الصامت

من بين الأغنيات

من بين ذلك الصخب

اسمعُ كل الأصوات

ولا يأتيني صوتك

عندما تتشابك كل الأغصان

ويتثاقل النُعاس فوق الهدب

أرى كل الصور

ولا أرى صورتك

حين تتكدس الروائح فوق الرفوف

وتكتظ سماء قلبي بالسُحب

ينتابني عبق ورود الحروف

ولا أشتمُ رائحتك

من خلال كلامك الصامت

استشفُ أنفاسكِ العاجية

وعندما تنسدلُ ضحكتك من شفتيك

ترتعشُ روحي ويذوبُ فؤادي

فلا أملكُ سوى الدعاء

كي تبقي لوقت أطول

تهيمين بين نقاط كلماتي

وترتمي بين أحضان مقلتاي

وأهمسُ باسمك المُحرم

إشتقتُكِ

الجمعة، 18 فبراير 2011

جبين الشمس





من أطراف أصابعك أولد كل صباح
وعلى أطراف الصفحة الممزقة تقتليني بنقطة حبر
وتنثري دمائي المبعثرة على جبين الشمس
وتداعبي بنعومة شعورك ما تبقى لي من إحساس
وتجهلين الجحيم الذي أوقدته ذات مساء
وأعود كالفراشة أحوم فوق ألسن النيران
فأنتِ سجني.. ومعذبتي.. وقاتلتي..
إرميني كما أنا.. رجل محطم من كل الأماني
رجل ما عاد يقوى على الرحيل من عينيكِ..
إسحقيني بكلمة من كلماتك الجارحة.. ودعيني أذهب
دعيني أرى الدنيا كما اريد.. كما أهوى.. كما هي
ولكنك ستعاودين غرس الخنجر في وجداني أعمق
وتقطيع قلبي الأحمق
ما ذنبي إن كنت بهواكِ عاشقا..
ولجمالك عبدا..
يا من تُرى بالعين ولا تُلمس..
وتكتُب ولا تُكتَب..
لا تقرائيني بحروفك.. وأشعارك..
فأنا رجل بلا ملامح.. أغوص ببحر عينيكِ وأغرق
وانا رجل لا أملك سوى الجراح
وأيامي قد تركتني على المرفأ أبكي
إذهبي.. ولا تعودي من حيث أنتِ..
إذهبي.. فوجعي لن يكون إلا لكِ.. ومنكِ..
ولا تسأليني يوما إن كنت عشقتُكِ..
فالعشق في عُرفي ذنبٌ لا يغتفر..
إ
ر
ح
ل
ي
..
ودعيني كما وجدتني أول مرة..
رجل ممزق॥


الاثنين، 14 فبراير 2011

بقايا طيف


وجلسنا متقابلين على طاولةٍ خشبية
في مقهى اُعيد ترميمه
وتبدئين بالحديث:
بالأمس، أهداني وردتين
فأتذكر بأنني قطفتُ ذات يومٍ
باقة من الورود خبأتها لكِ

تتابعي قولكِ:
قبل اسبوع، نثر لي من الشعر بيتين
فأتذكر بأنني رسمتُ ذات ليلةٍ
ديواناً في مديح فتنتَكِ

تعدلين جلستَكِ
وتقولي أيضاً:
غداً، سيأخذني إلى مكان جديد
فأتذكر بأنني بنيتُ ذات حلمٍ
مملكة اُعدت خصيصاً لكِ

تبتسمين وتُكملي:
بعد شهر، سيهديني عِقداً في العيد
فأتذكر بأنني انتظرتُ ذات وهمٍ
موعِداً قد ضاع بين أيامَكِ

تدورُ مقلتاكِ
وتُكملُ شفتاكِ:
قبل يومين، أمسك يدي وقبَّل الجبين
فأتذكر بأنني قُتلتُ ذات رؤيةٍ
طعناً بوردة بيدِكِ في أحلامكِ

من كلتا عينيك تضحكين
وتنفُثين من فمك الدُخان
وتملئين زوايا المقهى ياسمينا
وتتفقدين من حولك المكان
وعيناي مازلت تتفادين
لو إلتقت عيناكِ بزجاج عيناي
لما انتظرتِ عشيقاً سواي
على مقعد في مقهى اُعيد ترميمه
مازلتُ أجلسُ على طاولة خشبية
أتذكر كم أحتاج لترميم شغفي
وبقايا طيف كنت أحيا لمحياها
وعِطر يُصِرُّ على ملازمة كفي
وروح تتوق لمعانقة قاتلها


الأحد، 1 نوفمبر 2009

مشهد "الحجارة الصغيرة"

ويقف الرجل مرسلاً نظراته الحائرة في ذلك المكان الموحش؟
ويتذكر.. متى آخر مرة قد مر من هنا؟ كل شيءٍ مختلف ولم يعد كما كان قبل سنوات؟
ويتسائل؟
أين أنا وأين من كان هنا؟

∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞

تذكر أصدقائه الذين كانوا يذهبون إلى المدرسة برفقته وتذكر الشارع المترامي فوقه الحجارة الصغيرة التي كانت تحُف أحذيتهم
تذكر بائع الكعك والزعتر المالح الطعم وأكواب الشاي البلاستيكية وضمة نعنع ذابلة منسية في علبة كولا مهترئة مربوطة بخيط أحمر قرب سخان الماء..
تذكر صبية كانت تمشي أمامه ذاهبة إلى مدرستها المجاورة لمدرسته بمريولها الأخضر وربطة شعرها بنية اللون..
تذكر بائع البليلة الذي كان يتفنن بحركات بهلوانية عندما يرش بعض من الكمون فوق البليلة الساخنة وإنتفض فجأة عندما فكّر بنوعية المياه التي كانت تغلي فيها البليلة..

∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞

بكى بحرقة عندما تذكر كيف كان عائد من مدرسته ورأى أناس كثيرين لا يعرف معظمهم والجيران وأقربائه وكانت الدنيا صيفاً فظن أن أحد المغتربين الميسورين قد أتى من السفر وهؤلاء الأشخاص ما هم إلا مرتزقة تأتي لتأخذ نصيبها من المُغترب الغني ولكن شعر بأمرٍ غريب عندما رأى خالته نجوى تبكي وهي تدخل البيت تجر خلفها أطفالها وركض صديقه عُمر بإتجاهه وهو يصرخ بأعلى صوته (أمك ماتت، أمك ماتت) وغاب كل شيء حوله وتصنم بمكانه كأن الدنيا إختفت من حوله ولا يستطيع المسير خطوة واحدة إلى الأمام وسقطت حقيبة المدرسة والتي كانت عبارة عن كيس من الخيش أخاطته له أمه قبل عامين ودمعت على خده نقطة مازالت محفورة عليه لهذا اليوم

الأحد، 9 نوفمبر 2008

لم أسمع أبداً عاشقين يقولا لبعضهم شكراً

تتناثر الأفكار محاولة التملص بأي طريقة وعلى أي رقعة بيضاء صماء لتحدث تغييراً ما قد لا يكون بالضرورة على هذه الأرض أو في هذه الحياة

هي أفكار تتطاير كبقايا دخان في سماء واسعة المدى زرقاء لونها
احاول ان المس ما تبقى منها فتأبى وتستعصم وتذهب لتعود ثانية أينع وازهر من ذي قبل

ماذا أريد؟
فعلاً لا أعلم ماذا أريد أو ماذا أكتب إلا أن حاجة ملحة تظل تقودني نحو أي شي لديه صلة بالكتابة

إذن

أنا أريد أن أكتب وأكتب وأكتب
وأشعر أنني لن أنتهي أبدا من البداية



هي لعنة البدايات دائماً